مقدّمة
إذا كنت تفكّر في ترك النظام الشهير Windows 10 أو Windows 11 والانتقال إلى عالم لينكس، فإن نظام Zorin OS يظهر كخيار جدير بالاهتمام. فهو عبارة عن توزيعة لينكس مبنيّة على Ubuntu (نسخة LTS) وتستهدف بالدرجة الأولى مستخدمي ويندوز السابقين الذين يبحثون عن بيئة مألوفة، مستقرة، وأقلّ ما يقال عنها — متغيّرة وجذابة.
في هذه المقالة سنُقدّم نظرة شاملة عن Zorin OS: ما هو؟ لماذا يُعدّ بديلاً جذاباً؟ ما مميزاته وما يجب مراجعته قبل اتخاذ القرار؟
ما هو Zorin OS؟
يفهم الكثير من المستخدمين أن التغيير من نظام ويندوز إلى لينكس قد يُشكّل “قفزة” تقنية، لكن Zorin OS يسعى لجعل هذه القفزة أقل صعوبة. وفقاً لموقع IT-Connect، فإن Zorin OS عبارة عن توزيعة لينكس تستند إلى Ubuntu LTS، مما يمنحها قاعدة مستقرة ودعم طويل الأمد للمستخدمين.

تصميمها موجه أساساً لمستخدمي الويندوز الذين يرغبون في تجنّب المنحنى التعليمي العالي، حيث تأتي بواجهة تُشبه إلى حدّ كبير واجهة ويندوز، مع شريط مهام، قائمة ابدأ، وأدوات مألوفة.
من الجدير بالذكر أيضاً أن Zorin OS لا تجمع بيانات التليمتري بشكل عدواني، ولا تُفرض إعلانات أو حسابات سحابية إجبارية، ما يجعل تجربة الاستخدام أقل تشويشاً.
لماذا يُعدّ بديلاً جادّاً لـ Windows؟
واجهة مألوفة
أحد أكبر العوائق أمام مستخدمي ويندوز عند الانتقال إلى لينكس هو الشعور بالغُربة من الواجهة، لكن Zorin OS يعالج هذا الأمر عبر “Zorin Appearance” الذي يسمح بتخصيص الواجهة لتُشبه ويندوز أو حتى ماك أو غيرها.
بهذا يتقلّص “منحنى التعلّم” ويصبح المستخدم أكثر راحة منذ اللحظة الأولى.
متطلبات نظام خفيفة
كثير من الحواسيب التي تعمل حالياً بنظام ويندوز 10 أو ما قبله تصبح أقلّ كفاءة أو غير مدعومة لنظام ويندوز 11. Zorin OS يسمح بإعادة تشغيل الجهاز القديم بفعاليّة.
المعالج: ثنائي النواة 1 GHz (64-bit) على الأقل.
الذاكرة العشوائية: 2 جيغابايت كحدّ أدنى.
مساحة التخزين: من حوالي 15 Go فأكثر (للنسخة Core)
هذه المتطلبات تجعل Zorin OS خياراً ممتازاً حتى للأجهزة “المتقدّمة في السنّ” أو التي لم تُجدِ فيها التحديثات لويندوز.
توافق برمجي جيد
بما أنّه مبنٍ على Ubuntu، فله الوصول إلى مستودعات برمجيات ضخمة، ودعم الحزم العادية (.deb) إضافة إلى Snap وFlatpak.
كما يتضمّن أدوات لتشغيل تطبيقات ويندوز (كمثال: Wine أو أدوات مشابهة) مما يسهل الوصول إلى بعض البرامج التي قد يكون المستخدم معتاداً عليها.
تجربة متكاملة للمستخدم
من الميزات التي تميّز Zorin OS:
أداة Zorin Connect التي تتيح مزامنة الهاتف الذكي (أندرويد) مع جهاز الكمبيوتر: إشعارات، نقل ملفات، استخدام الهاتف كجهاز تحكّم، وغيرها.
إمكانية تجربة النظام مباشرة من “Live USB” قبل تثبيته، مما يُخفّف من مخاوف المستخدمين الجدد.
إصدارات Zorin OS ومقارنة سريعة
هناك عدة نسخ لـ Zorin OS، أبرزها:

Core (مجانية): النسخة الأساسية، تفي بالغرض لمعظم المستخدمين، وتضم الواجهة المألوفة.
Pro (مدفوعة): تضم مزايا إضافية من حيث الواجهات المتعددة (مثل “Windows 11-like” أو “macOS-like”) وتطبيقات موجهة أكثر لاحتياجات المتقدّمين.
Education: موجهة للمدارس والمستخدمين التعليميين، تحتوي برمجيات مسبقاً للتعليم.
إذا كنت مستخدماً عادياً ينظر إلى استبدال ويندوز أو تثبيت توزيعة لينكس سهلة، فإن نسخة Core غالباً ما تكفيك، ويمكنك الترقية إلى Pro إذا رغبت بميزات إضافية.
خطوات التثبيت وما ينبغي معرفته
تثبيت النظام ليس صعباً في Zorin OS، ويشبه إلى حدّ كبير التثبيت على ويندوز أو Ubuntu:
1. تحميل ملف ISO من الموقع الرسمي.
2. إنشاء مفتاح USB قابل للإقلاع باستخدام أدوات مثل Rufus أو balenaEtcher.
3. الإقلاع من المفتاح، اختيار “Try or Install Zorin OS”.

4. تحديد خيارات التثبيت: سواء مسح القرص وتثبيت Zorin فقط أو تثبيت جنباً إلى جنب مع ويندوز (Dual Boot).

5. بعد التثبيت، إعادة تشغيل الجهاز وإزالة المفتاح.

من المهم أن تتحقق من توافق جهازك (بعض التعريفات مثل بطاقات الرسوميات أو الواي-فاي قد تحتاج تحميل برامج تشغيل إضافية – لكن لأن النظام يستند إلى Ubuntu، فالتوافق في العموم جيد).



المزايا والعيوب – تقييمي الشخصي
الإيجابيات
واجهة مألوفة لمستخدمي ويندوز، مما يُسهّل الانتقال ويُقلّل التوتر.

خفة النظام وتوافقه مع حواسيب قديمة أو غير قادرة على تشغيل ويندوز 11.

مجتمع دعم جيد، ومستودعات برمجيات متعددة.
الخصوصية أفضل من العديد من أنظمة تشغيل سطح المكتب التقليدية.
العيوب أو ما يجدر مراجعته
قد تواجه بعض التطبيقات التي تعمل على ويندوز فقط – رغم دعمه لتشغيل برامج ويندوز، لكن ليس كل شيء سيكون “بلا مشاكل”.
> “The customisation options are low… it is by design. Zorin handles this average Windows user very well…”
بعض المستخدمين يشعرون بأن الأداء ليس “مثالي” على أقوى الأجهزة، خصوصاً إذا استخدامهم يتجاوز الاستخدام المكتبي البسيط.
إذا كان المستخدم يبحث عن أقصى تخصيص أو استعمال توزيعة “قوية جداً للمستخدمين المتقدمين”، فربما يرى أن بعض التقييدات موجودة، لكن هذا جزء من الهدف: جعل الأمور أكثر سهولة.
الخلاصة :
إذا كنت تفكر في ترك ويندوز بسبب انتهاء الدعم أو رغبة بالتجربة الجديدة أو حتى لإحياء جهاز قديم، فإن التوجّه نحو Zorin OS يُعد خياراً واقعياً وجذاباً. الواجهة تبدو مألوفة، عملية التثبيت سلسة، والمتطلبات منخفضة نسبياً.

لكن القفزة إلى لينكس – رغم أنها أصبحت أقلّ “مخيفة” – تتطلب بعض التحضير: التأكّد من أن التطبيقات التي تحتاجها متوفّرة (أو أنّ بدائلها مقبولة)، عمل نسخة احتياطية لبياناتك، وتجربة النظام أولاً في نسخة Live إذا أمكن.
في النهاية، Zorin OS يستطيع أن يكون “جسر الانتقال” الذي يجعل تجربة لينكس أكثر ودّاً وأقلّ خوفاً، وهو منافس جدّي لمن يبحث عن بديل أقوى وأقلّ اعتماداً على نظام مغلق. إذا قرّرت الانطلاق، خذ وقتك واستكشف، وستكتشف ربما نظاماً جديداً يفتح أمامك أفاقاً مختلفة.







